الدراما التركية أبرز التحديات التي تواجه الدراما السورية

لم تكن فورة كما رأى البعض لأن نبعها ما زال يتدفق منذ أكثر من عقدين. هي ترقى إلى أن تكون شيئاً أقرب إلى الثورة التي قلبت طاولات المشهد الفكري والثقافي العربي. كَنَسَتْ أفكاراً ورسخت أخرى. تحدثت عنها كبريات وسائل الإعلام في العالم. ملأت الدنيا وشغلت الناس. أصبحت أداة تشكيل للرأي العام العربي. حرّكت ساكناً وأسكنت متحركاً إنها الدراما التلفزيونية السورية التي تكاد أن تكون آية هذا الزمان.

بدأت بجهود أفراد آمنوا بها خطاباً ورسالة ووسيلة لغاية نبيلة وهي غاية التغيير وإعادة تحريك عجلات العقول. كانت تحدياً من نوع مختلف نجح السوريون في تخطيه وأثبتوا أنهم خلُقوا للمعرفة وأنها ميدانهم الأرحب لا يمكن أن يكون السوري مجرد متلق هذا ما وصل إليه مجموعة من الفنانين السوريين وأصبح قناعة راسخة ومن سيكتب تاريخ هذه الدراما في يوم ما سيذكر هيثم حقي ونجدة أنزور وأيمن زيدان ومحمد عزيزية وحسن م يوسف وهاني السعدي جمال سليمان وسلوم حداد وعباس النوري وغسان مسعود والقائمة طويلة. بدأت هذه الدراما مسيرتها بخطا واثقة مدعومة بمواهب من ذكرنا وسواهم.
وبإسناد مباشر أحياناً وغير مباشر في أحايين أخرى من رأس مال عربي مستفيدة من تعب وترهل الدراما المصرية التي أحنت رأسها بذكاء أمام إعصار الدراما السورية منتظرة هدوءه فقد وجدت أنها لن تستطيع مواجهة دراما تحمل أسلحة مختلفة أبرزها الجرأة والقدرة على اقتحام الممنوع ومجموعة من الكتاب والمخرجين والممثلين الذين يحملون رؤى مميزة وبراقة وجاذبة للعين والعقل، فبدأت الدراما السورية تصول وتجول وتكسب كل عام مواقع جديدة لا تتمترس وراءها بل تسعى إلى الحصول على غيرها. ظهرت شركات عديدة في وقت كان الفضاء العربي يستقبل كل عام قناة جديدة ومن ثم مستفيد آخر من هذه الدراما. ازدهرت وأصبحت كالمرأة الجميلة والذكية وصاحبة المنبت الحسن التي يتهافت الجميع على خطب ودها وكانت هذه الدراما توزع ودها على الجميع ولا تخص به جهة دون أخرى ومن ثم كسبت الكل ولم تخسر رغم أن البعض لم يكن مرتاحاً لهذه الحالة إلا أنه كان مضطراً لأنه يريد أن يكسب الجمهور الذي لم يكن يرى غيرها. انتهى القرن العشرون الذين شهد عقده الأخير هذه الثورة العارمة في الإعلام ووسائل تلقي المعرفة وجاء قرن جديد، وظلت الدراما السورية في الواجهة دون منافس وقد وصلت إلى أوج قوتها متربعة على القمة دون شريك ولكن دوام الحال من المحال ففي العامين الأخيرين تعرضت هذه الدراما لعدة اهتزازات خطيرة يمكن أن تودي بها من القمة إلى الوادي الخفيض إذا لم يتم تداركها ودون إبطاء وأول هذه الاهتزازات تسلل مجموعة من الأميين يمكن أن يطلق عليهم صفة «الطابور الخامس» الذي يحاول كالسوس نخرها من الداخل وبدأت تطفو على السطح أسماء يركض في رؤوسها الخيل ورغم ذلك بدأت تتصدر المشهد تكتب وتُخرج وتُمثّل وتنتج وتتحكم غير آبهة بنتائج عملها على المشاهد أولاً وعلى الدراما كصناعة يجب أن تحافظ على سمعتها العطرة، وهذه المجموعة نفسها ساعدت في ارتفاع سقف الإنتاج حتى وصل إلى خمسين مسلسلاً في العام الماضي الذي خلط الأوراق وشوّش الرؤية على المشاهدين العرب فظهرت أعمال متقاربة إلى حد بعيد في الطرح وأعمال أخرى فارغة أساءت للدراما السورية ولا بد من القول إن كثيراً من الدراميين السوريين المعوّل عليهم انخرطوا في اللعبة وأخذتهم دوامة المال إلى حافة الهاوية ومنهم من سقط ومنهم من ينتظر وقد بدّلوا تبديلاً فأصبحنا بالفعل نواجه حالة من استباحة الفن الذي فقد بريقه وقدسيته بحيث أصبح مجالاً للمتكسبين وأصحاب الغرض الدنيء.
وثاني هذه الاهتزازات التي تواجه الدراما السورية وقد تكون هي الأخطر في الراهن من الأيام هي الدراما التركية وقد هدد بالفعل أصحاب الفضائيات العربية بأن تكون بديلاً من الدراما السورية والمصرية وهذا الطرح ما كان ليكون لولا السوريون أنفسهم الذين تطوعوا وذهبوا إلى أنقرة جالبين في حقائبهم أعمالاً تركية رخيصة من حيث القيمة المادية والمعرفية وأطلقوها في الفضاء بلهجة سورية يعشقها المشاهد العربي فتقبّل هذه الدراما الطارئة والرخيصة وأقبل عليها مهملاً ما عداها بحيث بات للدراما السورية والمصرية والخليجية شهر واحد وهو رمضان وباقي الأشهر هي للدراما التركية ما كل ما تحمله من أفكار وعادات غربية وغريبة هي مستهجنة في المجتمع التركي المسلم نفسه، دراما سياحية لا تحمل أي مضمون هوّنت من آثار الرذيلة بحجة الرومانسية وحاجة المرأة لأسلوب متحضر في التعامل وكأن الرجال في العالم العربي وحوش تأكل وتنام.
لقد تفاقم أمر الدراما التركية وبات من الملح وضع حد لها أو على الأقل تنظيم أمر استيرادها بحيث تعرض المسلسلات التي يريد المنتجون السوريون دبلجتها على رقابة تراها وتحدد صلاحيتها ومدى انسجامها مع أعراف وتقاليد عربية لم يبق منها الكثير والبركة بأناس لا يرون أبعد من أنوفهم أكلوا ما زرع غيرهم ولم يزرعوا لكي يأكل من سيأتي بعدهم.
أخشى القول إن الدراما السورية قد تواجه في وقت ليس بالبعيد خيار «أكون أو لا أكون» وخاصة أن النجاح الذي حققته لم يحرّض أحداً وهذا مؤسف على مواكبته من خلال إرساء دعائم مؤسسات تكون قادرة على الدفع بها إلى الأمام وحمايتها من الأزمات ومن المؤسف حقاً أننا لم نستطع تأسيس معاهد تعلّم الفنون الدرامية، فالإخراج وهو أهم حلقة في العملية الفنية مازلنا نتعلمه على طريقة القرن التاسع عشر في تعلّم المهن. إننا نملك كل المؤهلات لكي يكون في سورية معهد متقدم يخرّج كل عام مخرجين متسلحين بالمعرفة والعلم.
وما قيل عن الإخراج ينطبق على المكياج والأزياء والموسيقا والكامبارس...
كثيرة هي العقبات والاهتزازات التي تواجه الدراما السورية وقد تنضم إليها عقبات أخرى منها ارتفاع أجور النجوم بشكل بات يضغط على ميزانيات الأعمال وهي أساساً في حدودها الدنيا إضافة إلى هجرة الكفاءات إلى مصر والخليج شيئاً فشيئاً بحثاً عن فرص أفضل.
الدراما التلفزيونية هي اللوحة الأجمل والأبها في معرض الفنون السورية والمطلوب إضافة لوحة أخرى لا تقل جمالاً وبريقاً وهي السينما.

جميل يا سليمان

انا اقول انا الدراما التركية المترجمة سوف تنتهي قريباً بسبب وعي العرب على بعض المضرة من المسلسلات التركية

أخي اللورد أنا لاأوافق الرائي تعرف ليه لأنه نحن أذا عجبتنا شغلة وخص من برا نتمسك فيها وأنا لست معك لأن الية الوعي عند الشباب العربي غائبة وشكراً

أيدك أخي حمساوي وشكراً أخي سليمان على هذه الألتفاتات الجميلة

انا اقول ان المسلسلات التركية وضعت عند بعض الشبان و الشابات عادات سيئة واحياناً هناك تقليد لما يحدث بالمسلسلات

نرجو عدم تكرار ترجمة لهكذا مسلسلات

لان القصد منها دائماًَ المنفعة المادية فقط

وشكراً لك على الموضوع

شكراً على مرورك اخواني جميعاً

لاكن كلامك يا حمساوي فيه وجهت نظر لاكن ليس بالضرورة ان يكون صحيح

انا مع كلام الانسة ريهام مشرفتنا الغالية تشكري على هذا الرد

شكرا أخي سليمان وأنوه الى ان هذا الموضوع لفت نظري وهو جميل

لكل عربي ومسلم و للتوعية من جميع الاشخاص واتمنى ان يكون هناك

مسلسلات تركية مفيدة أكثر للمجتمع الواعي.

مشكوووووووووووور

أخي سلـيــمان

مشكوووووووووووور

أخي أبــو خـــالــد