الحب الحقيقي هو الشيء الوحيد الذي يجعل المرأة تتخلى عن كل شيء لأجله لذا فإن حقيقة كون الشخص قادرا على الحب الحقيقي تعني أن يصبح ناضجا وذا توقعات واقعية من الطرف الآخر. ويعني ذلك قبول المسؤولية عن سعادتنا وحزننا وعدم توقع الشخص الآخر أن يجلب لك السعادة أو إلقاء اللوم عليه بسبب المزاج السيئ أو الإحباط الذي قد تواجهه.
وبصورة عامة فإن النضج يشمل عدة أشياء. النضج في علاقة الحب عبارة عن كل شيء . أولا هو القدرة على إسناد أي قرار بشأن علاقة الحب على الصورة الأكبر إنه يعني القدرة على التخلص من الهزل في هذه اللحظات واختيار سلوك عمل من شأنه أو يؤتي أكلة فيما بعد.
ويعني النضج في علاقة الحب أن يكون الشخص قادرا على التمتع بالرضى الذي يجله الحب والرومانسية في الوقت الذي يعلم فيه أن الأفضل قادم وأن الحب ينمو.
إنها المعرفة بأن العمل بين الزوجين معا وان حالة الحب التي تخلو من أية شروط ستثبت نفسها في العلاقة وستتفتح مع الأيام. إنها المعرفة بأنك تنمو مع علاقة الحب.
ومن الجدير بالذكر أن كل ذلك لا يحدث دفعة واحدة . وشركاء الحب الناضجون يسعون نحو طرق جديدة لمساعدة كل واحد منهم على النمو.
من مميزات الطفولة طلب الأطفال تلبية حاجاتهم فورا، بينما أن البالغين يستطيعون الانتظار. لكن البالغين في كثير من الأحيان لا يستطيعون ذلك حيث يسمحون لأنفسهم بالانزلاق ثانية نحو الطفولة مبررين بذلك تسابقهم نحو الأشياء.
ويعتبر النضج أيضا القدرة على التمسك بمشروع أو موقف معين حتى يتم استكماله. ويعني ذلك عمل كل ما يحتاج لجعل العلاقة شيئا يفخر به الإنسان. فالشخص البالغ الذي يقوم بتغيير عمله باستمرار وكذلك علاقاته وأصدقائه هو شخص غير ناضج.
ولكي تنضج علاقة الحب، ينبغي على الشركين تجربة شعور عميق ،شعور ضنين بأن هناك شيئا خاص بشأنهما لم يكن ليحدث لولا مساهمة كل منهما بذلك.
وكذلك فإن شركاء الحب الناضجين تعلموا عدم توقع الكمال من بعضهم البعض. وهم يعلمون أن القبول له مردوده الخاص به. وتعمل الاختلافات لدى كل المحبين على تجربة قدرة الطرف الآخر على القبول، الصفح والتفهم.
فهما لا يرقصان أبدا حول القضايا بل يقومان عند الضرورة بمناقشة جوانب النقص لديهم بطريقة تنم عن الحب والحرص على عدم إصرار أحكام من خلال كلمات مؤذية. إن القبول والتسامح يقربان الشريكين بوجود حب غير مشروط.
إن المحبين الناضجين هم أولئك المحبين دون شروط الذين يطورون موهبة لتنحية الاستياء جانبا والتركيز على الأشياء الجيدة التي يروها في الطرف الآخر، فهم الأشخاص الذين استنبطوا مستوى عال من التفاهم الذي يضع في عين الاعتبار جوانب النقص لدى الطرف الآخر.
والنضج أيضا هو المقدرة على مواجهة الكراهية، الإحباط، الانزعاج والانهزام دون تذمر أو انهيار. ويعلم شركاء الحب الناضجين أنهم لا يستطيعون الحصول على كل شيء بطريقتهم ، وهم قادرون على إرجاء الأمور حتى تسنح الظروف حين الضرورة.
ويسمح المحبون الناضجون لبعضهم البعض بالحرية للسعي نحو مصالحهم الفردية وأصدقائهم دون قيود. ويحدث ذلك حين تفرض الثقة نفسها. ويسمح الحب الناضج بهذا المستوى من الحرية الشخصية من أجل التقريب المحبين نحو بعضهم البعض. وتفهم الحرية الشخصية في هذا السيناريو على أنها رابطة وليس إسفين حيث أنها تشجع الشركاء في الحب على تمجيد تميزهم وأهميتهم الشخصية.